يا هائما في عالم ما كان استفق، فإن الأنا في داخلك حطمتها.
كانت تترقب منك ما سيكون، وتتهافت على رحيق كلماتك كنحلة عطشى وتنتظرك هائمة تائهة لا تعرف الطريق، أضناها السهر وأتعبها طول الانتظار قبلك، فقررت الابتعاد لتذيقك من نفس الكأس.
ما أسعد مملكتك بما ازدانت به من نمنمات وعبارات
ها أنت سيدتي
لقد عاد إليك منهزما يطلب العفو
واقف هو على بابك ينتظر
في يد يحمل شمعة حمراء وفي الأخرى وردة بيضاء
سيدتي لقد أضناه التعب وزاده الأرق شيبا
ليالي الخريف استضافته وحصدت كل أخضر بحقوله
عابث هو أعرف لكنه أعلن توبته أمام الملأ ولن يعيدها فسامحيه
راقيبيه وهو يلهو لقد جاوز سنه الخمسين
قطع أشواطا في سنوات المشيب بدوني
عامرة دنياه بالأحبة
اخبريه يا أخية بأن الانتظار مال على حائط منزلي وأحلامي فهدمه
انتظرت في العراء على ضوء القمر فلم أجد روحا أسكن إليها أو غفوة نهاية تضع لي بداية في قلب من هجاني ورمى أحلامي الزجاجية بحجارته ...
الآن أخبريه أن ما انكسر لن يعود كما كان، وأن قلبي لم يحقد يوما ليطلب منه السماح.
ميت أنا لا محالة ... هاهو البحر قد بلل كل ملابسي وأصابتني رعشة برد بحثت عن مكان دافئ فلم أجد ... الشمس اختفت والسماء الزرقاء أعلنت غضبها ولبست وجه الغضب المكفهر نظرت إلى البحر جيدا وعدت إليه استوطنت أعماقه وأنا اعلم يقينا أنه سيكون علي أرحم من أرض أصبح فيها الأمان مطلبا لا ينال....
قانونهم وضع لك... نظر إليها باقتضاب ونظرة ملل نبعت من عينيه ... تسللت دمعة رجاء من عينيها وكلها أمل بأن تحقق ولو اليسير من أحلامها.
هكذا هي الحياة نخبط فيها خبط عشواء، وتجري أمامنا كعروس متزينة بأحلى اللباس ألوان براقة ... عطر يشد الأنفاس ... نمتطي دربنا كفرسان ونجري كأطفال نتبع فراشات الربيع، نسترد شيئا من عافيتنا ونرمي همومنا ونجلس في لحظة استرخاء ونستمتع بكل من يمرون بنا....
حملت القلم وخطت به على الجدار مربعا، اقتربت منه وجلست. أطلقت لفكرها العنان وطار عقلها محلقا في فضاء شاسع من الذكريات، حلم قديم أصابه الشيب عاد ليتراقص أمامها بحبور، وأمل كان قد فارقها من مدة جاء وجلس بجانبها، تحلقت العصافير حولها وبدأت تغرد بأجمل الألحان.
تحول المربع إلى مساحة شاسعة من الفرح ملأته الأماني والأحلام.
شيخ وطفلة وامرأة عجوز، ودكان بقالة وسيارة سوداء اللون، كان هذا المنظر الذي تعلقت به عيناها وهي تائهة في عالمها الخاص.
.....................
من كتاباتي القديمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق