السبت، 19 أغسطس 2017

على شفتيها ارتسمت بسمة من أمل ... رفعت يدها لمست خدها المتورد ... اخرجت منديلا من حقيبتها مسحت نظارتها من أثر العرق المتساقط من جبينها كحبات مطر خجلى ... تأبطت محفظتها وسارعت الخطى هربا من حر الظهيرة...كان الجو ساكنا لا حركة هواء تزيل عطره الذي ملأ أنفها... الهروب أحيانا يكون حلا للعلاقات المعقدة... هي اختارت الهرب لأنها اكتشفت نبظا في قلبها بدأ يهتف باسمه... كانت تخاف من علاقات لا مجال فيها للتراجع او حتي تلك التي يمكن أن تهب فيها ماتملك دون حساب... خوفها لم يكن بخلا ...هو كان عقابا لذاتها الخنوعة ...
من شكلها المهمل وعيونها الجاحظة وهي تنتظر في محطة القطار ارتسمت صورتها على صفحة ماء كانت معدة لأعمال البناء... تأملت تموجات شعرها الأشعت ... حتما هذه ليست أنا ... تلفتت بعينيها يمنة لتجد على يسارها امرأة تتجه نحوها .. اعتدلت في وقفتها ... خاطبتها السيدة متسائلة ان كانت تعرف مكان المسجد ... اشارت منها الى مكانه جعلت السيدة ترحل دون تشكرها على المساعدة ... 
عادت لتسبح في موجة من ذكريات طفولتها حينما كانت صغيرة ... أمام ناظريها تجلت صورة صديقات الطفولة وهن يقفزن فرحات بملابس العيد ... وعلى جانب الطريق صورة لفها الضباب ... ازاحت نظارتها برفق واعادتها ... آه ... انه امام المسجد ... بسرعة قبلن يده ... ورحلن بعد أن اعطته كل واحدة منهن هدية العيد ... 
الفقيه محمد .. او بابا محمد كما كن ينادينه ... فقيه يحفظهن القران وفي العيد كان أولياء الفتيات يمنحن صدقة أو هدية العيد كما جرت العادة بعد صلاة العيد مباشرة ... 
ايقظها صوت ينادي بوصول القطار الى المحطة لم تكترث لأسماء التي ذكرت ... في نظرها كانت أسماء المدن متشابهة ... هي فقط مجالات من العبث والفوضى باسماء مختلفة بالرغم من أنها لم تزر أماكن اخرى غير مدينة اقامتها ومدينة عملها الا انها كانت متيقنة أن خارج هذه الطريق هناك تشابه وأنها لن تجد مناظر مختلفة عن تلك التي تراها كل يوم...
توقف القطار بسرعة اختفت وسط الحشود لتطوى معها قصة ساعة أمام محطة القطار ...

ليست هناك تعليقات: